هل تتحقق نبوءة بيريز.. وما موقع اليمن من شرق أوسط جديد؟

فال ميديا

أجرت جماعة الحوثي مناورة عسكرية تكتيكية على الساحل الغربي لليمن، تحاكي ما وصفته الجماعة بـ “حرب المدن”، تحسباً لأي تحرك عسكري داخليٍ قد يؤدي إلى تقويض سلطتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وترمز هذه المناورة بوضوح إلى المخاوف المتزايدة لدى الحوثي من إمكان أن تكون هدفاً تالياً لإسرائيل والغرب، بعد أن شكَّلت المناطق الخاضعة لنفوذها، خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة ولبنان، مصدر تهديدٍ حقيقياً خطيراً ليس فقط لأمن إسرائيل، بل وللاستقرار والسلم في كلٍ من البحر الأحمر وخليج عدن، وهي الممرات التجارية المهمة للمنطقة والعالم التي تقلصت حركة الملاحة عبرها إلى النصف تقريباً، وتسبب ذلك في خسائر فادحة على مستوى الاقتصاد العالمي كله.

وفي ظل مزيدٍ من الهواجس والتساؤلات بشأن ما يمكن أن يكون عليه “اليوم التالي اليمني” خصوصاً إذا قررت إسرائيل ومعها أميركا توجيه ضربات لإضعاف قدرات الحوثيين رداً على هجماتهم، وهو أمر يبدو محسوماً لدى عديدٍ من المراقبين والمحللين في اليمن والغرب.

يرى عديدون أن ثمة ثلاث مراحل لهذه الحرب للوصول إلى ذلك، وهناك من يعتقد أن أهداف كلٍ من المراحل المشار إليها مرتبطة ببعضها بعضا، وكل واحدٍ من هذه الأهداف يمهد الطريق لما بعده.

في المرحلة الأولى، على المدى المنظور، تقول إسرائيل إن هدفها هو القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان وإضعاف تلك القدرات لدى ما بات يوصف بساحات أو “جبهات الإسناد” ويقصد بها الفصائل الشيعية في العراق، وجماعة الحوثيين في اليمن، وفق تقرير نشره موقع بي بي سي.

ولكن ما هي قدرات إسرائيل على تحقيق هذه الأهداف في ضوء ما لا تزال تواجهه في نظر بعضهم من مقاومة شرسةٍ لحملتها العسكرية الحالية؟

الهدف الرئيسي لهذه المرحلة على ما يبدو هو تمهيد الطريق إلى مرحلة ثانية تليها، وهي إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر من العام 2023، أي الرجوع إلى خطط التطبيع والاعتراف المتبادل بين إسرائيل وبعض البلدان العربية ذات الأهمية الإقليمية بالنسبة لإسرائيل.

أما فيما يخص أهداف المرحلة الثالثة لهذه الحرب، من منظورٍ تحليلي، فتتعلق بالذهاب إلى تحقيق حلم إسرائيل في “شرق أوسط جديدٍ” كما تخيله شيمون بيريز من خلال كتابه.

الأرجح، كما يرى مراقبون، أن يذهب الوضع العربي الراهن إلى “شرق أوسط جديد” تصبح بعض دوله مجالاً حيوياً لإسرائيل، وسوقاً لبيع منتجاتها العلمية والتكنولوجية المتقدمة وغيرها.