خبير سياسي يوضح سبب “التحول الدراماتيكي” في سوريا

فالميديا

حققت قوات المعارضة السورية تقدما سريعا نحو حلب ثاني أكبر مدينة في البلاد، مما أعاد إشعال الصراع الذي ظل خامدا إلى حد كبير لسنوات.

وقال محللون إن المتمردين يستغلون الفراغ الذي خلفه حزب الله الضعيف، للتقدم في سوريا.

وقال نانار هواتش، المحلل البارز المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: “يرى المتمردون فرصة لاختبار الخطوط الأمامية مع ضعف حزب الله، وإيران المضغوطة، وروسيا المنشغلة بأوكرانيا…فُوجئ المتمردون بنجاحهم ودفعوا بقوة أكبر مما توقعوا”، بحسب “سي أن أن” الأميركية.

وأضاف: “يرى المتمردون تحولا في القوى”.

لقد وفرت إيران وروسيا لأكثر من عقد، القوات والأسلحة لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة.

وحافظت إيران على وجودها العسكري في سوريا كجزء من جهد موسع لإبقاء الأسد في السلطة والحفاظ على بصمتها الإقليمية الاستراتيجية.

واستهدفت إسرائيل فيلق القدس التابع للحرس الثوري خلال السنوات الماضية، بما في ذلك غارة جوية على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي، والتي قتلت قائدا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني، مما دفع طهران إلى توجيه أول ضربة مباشرة على الإطلاق لإسرائيل.

وكان لحزب الله وكيل إيران دور فعال في مساعدة الأسد على استعادة الأراضي التي خسرتها الميليشيات والجماعات المتمردة. وحارب مقاتلوه نيابة عن الأسد ضد جماعات المعارضة المسلحة السورية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. ولقد عملت سوريا كعمود فقري لوجستي أساسي للجماعة، لبناء ترسانتها الصاروخية في وطنها الأم لبنان.

وعلى مدار الشهور الماضية، حولت قوات حزب الله المقاتلة تركيزها تجاه إسرائيل، وسحبت قواتها من سوريا إلى لبنان، في محاولة لتعويض خسائرها مع تقارب الأسد من دول عربية وتراجع دوره مع “محور المقاومة” الإيراني، وهو مجموعة فضفاضة من الميليشيات الإقليمية المتحالفة مع إيران، حسبما قال هواتش.

ومنذ ذلك الوقت، ألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بالجماعة في لبنان، حيث قتلت زعيمها منذ فترة طويلة حسن نصرالله، وقضت على العديد من كبار القادة في الجماعة. وفي سبتمبر، شن الجيش الإسرائيلي هجوما شاملا على المناطق ذات الأغلبية الشيعية في جميع أنحاء البلاد، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير، واستهدفت أجزاء أخرى من لبنان.

وقال هواتش: “كان هدف حزب الله هو أن يكون له تواجد ملموس في سوريا، وقد تضاءل هذا التواجد طيلة العام الماضي بسبب سحب القوات خاصة مع التصعيد الإسرائيلي في لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى