إيران وروسيا والأسد.. تفاصيل العشاء الأخير في دمشق
فالميديا
قبل أن يسقط الرئيس السوري، بشار الأسد، سلمته إيران عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، الذي زار دمشق وتناول العشاء الأخير في أحد شوارعها، قبل نحو أسبوع، رسالة يبدو أن بشار الأسد لم يفهمها.
وقال عراقجي للرئيس السوري السابق إن بلاده “لم تعد في وضع يسمح لها بإرسال قوات لدعمه”، وفق ما كشف مصدر إيراني مطلع. وقال المصدر المقرب من الحكومة الإيرانية: “لقد أصبح الأسد يشكل عبئا أكثر منه حليفا”.
وأضاف أن “الاستمرار في دعم الأسد كان من شأنه أن يؤدي إلى تكاليف باهظة على إيران”، مضيفا أن طهران كانت محبطة من الأسد منذ نحو عام، حسب ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأشار المصدر إلى أنه حين زار عراقجي دمشق الأسبوع الماضي، أخبره الأسد أن الانسحاب من حلب كان تكتيكيا، وأنه لا يزال مسيطراً ولا يحتاج لدعم.
لكن الفصائل المسلحة سرعان ما سيطرت لاحقا على حماة بعد حمص وحلب، وبدأت فصائل محلية بالتقدم من الجنوب نحو دمشق.
وعلى الرغم من تأكيد إيران علناً أنها تدعم الحكومة والجيش السوريين، إلا أنها بدأت بالتخلي عن الأسد.
وأكد المصدر أنه خلف الكواليس، بدأ الإيرانيون بالتخلي عن الرئيس السوري، إذ غادر كافة أفراد النخبة في الحرس الثوري، إلى جانب الدبلوماسيين وعائلاتهم، بأعداد كبيرة، متجهين إلى العراق.
أما روسيا التي لم تنخرط قواتها بشكل كبير في المواجهات ضد الفصائل المسلحة، فيبدو أنها بدروها عقدت صفقة ما.
وكشف مسؤول سابق في الكرملين أن روسيا كانت عاجزة عن مساعدة الأسد، فقد أدى غزوها لأوكرانيا إلى استنزاف القوات الروسية.
في حين، أوضح مصدر في الكرملين أن الفصائل المسلحة ضمنت سلامة القواعد الروسية والمرافق الدبلوماسية في سوريا، حسب ما أفادت سابقا وكالة “تاس”.
وفي السياق، رأى جون فورمان، الملحق الدفاعي البريطاني السابق في موسكو، أن سقوط قاعدة روسيا الجوية في حميميم وقاعدتها البحرية في طرطوس، كان مسألة وقت مع تقدم الفصائل، بحسب موقع العربية.
وأضاف: “لو لم يتمكن الروس من ضمان أمن هاتين القاعدتين، فسيتعين عليهم المغادرة”. إذا لم يكن من مفر أمام موسكو المشغولة بحربها في أوكرانيا سوى التخلي عن الأسد.
وخلصت تقارير سرية أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لم يعد “ذي فائدة” سواء بالنسبة إلى إيران أو روسيا، والتالي تم التخلي عنه ليواجه مصيره بنفسه.