شكوك تلف “تحرير الشام” من الخليج لدول الجوار.. ما حقيقتها؟
محمد فال معاوية
كل هذا الفرح والابتهاج والتفاؤل، بزوال نظام الأسد الذي استمر أكثر من 50 عاماً، مستحق، لكن المخاوف حول مستقبل سوريا مشروعة، بعد أن جربنا “الربيع العربي”، الذي لا تزال تداعياته في ليبيا، رغم كل التفاؤل بطريقة سقوط النظام من دون ضحايا، وتصريحات “هيئة تحرير الشام” وقائدها حول المرحلة المقبلة.
لكنّ التحديات التي تواجه سوريا، موحدة بهوية عربية جامعة لكل المكونات، كبيرة ومعقدة ومخيفة بسبب الجغرافيا والموارد والأطراف المؤثرة على البلاد من خارجها، ما تسبب في مخاطر هائلة من انعدام الثقة والخوف من المجهول الذي ينتظر دمشق، لدى الدول المجاورة لسوريا ودول الخليج، بعد وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة وما ستفعله في مستقبل سوريا.
أكد مدير التوعية في معهد الشرق الأوسط، فراس مقصد، أنه تحدث “مع بعض أكبر المتشككين في النظام الجديد في دمشق، أي هيئة تحرير الشام، سواء كان ذلك في الخليج أو حتى هنا بالقرب من حدودهم، وأولئك الذين كانوا متشككين للغاية يشيرون إلى الحمض النووي للنظام الجديد، وهو نظام جهادي ويأتي من تنظيم القاعدة”،
وقال مقصد، في مقابلة مع شبكة (CNN) الأميركية: “هناك دلائل على أن الاهتمام الأساسي الآن بالنسبة للجولاني، والأولوية الأساسية له ستكون محلية، ولكن مع ذلك، هناك أيضًا قلق”.
وأشار إلى أن “الدولة (سوريا) لطالما وصفت دمشق نفسها بأنها القلب النابض للقومية العربية، وأنها وريثة السلالة الأموية، السلالة الإسلامية والعربية المشهورة ومقرها دمشق”.
وأضاف مقصد، أن هيمنة تركيا على سوريا وإسرائيل، التي توغلت أكثر في جنوب سوريا، على بعد 20 كيلومترًا فقط أو نحو ذلك الآن من العاصمة السورية مقلقة للغاية بالنسبة للدول العربية المحيطة بسوريا.
وتوقع مقصد أنه في الأيام والأسابيع المقبلة سنشهد بعض المظاهرات العربية، سواء لإشعار أحمد الشرع بخلفيته الجهادية أو محاولة إعادة تأكيد النفوذ العربي في دمشق.