إيران.. ما جديد الانهيار السريع لبشار الأسد؟
محمد فال معاوية
أعلن عن هروب الرئيس السوري بشار الأسد، فجر يوم الثامن من الشهر الجاري، ومنذ اللحظة التي أعلن فيها فراره، تعددت الروايات عن سبب الانهيار السريع لنظام بشار الأسد، سواء في الإعلام العربي والغربي والإيراني.
ومن خلال البحث والتقصي عن سبب الانهيار السريع لنظام بشار الأسد، لجأنا إلى إيران الدولة الحاضنة لبشار، لعلنا نجد تفسيراً دقيقاً لسبب الانهيار السريع للأسد، ولكن تفاجأنا بتعدد الروايات عن ليلة هروب بشار.
إليكم أبرز روايات إيران لسقوط الأسد.
“إشادة بحكمته”
وبدأت الرواية الإيرانية بإشادة حسين أكبري، سفير طهران لدى نظام الأسد السابق، بقرار عدم خوض الجيش القتال، وقال إنه باعتقاده “إن القرار السوري كان حكيماً” وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” للأنباء، يوم هروب بشار الأسد من البلاد.
“خداع الأسد”
ففي اليوم التالي لسقوط الأسد، في التاسع من الشهر الجاري، ذكرت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية، في تقرير لها، عن تفسير ما جرى لنظام الأسد، وتحت عنوان “رواية السقوط، لماذا غادر بشار الأسد كرسي السلطة؟” بأن الأسد تعرض لما وصفته بـ”خداع” وأن هذا الخداع، بدأ بـ”ابتعاد” الأسد عن “المقاومة” نظير “وعود” بتحسن وضعه الاقتصادي، كاشفاً بأن الأسد “نأى بنفسه تدريجيا عن إيران” وزعم التقرير بأن رئيس النظام السابق، بدأ يتجه نحو “الولايات المتحدة الأميركية” ليأتي سقوطه بعدما لم تتحقق ما وصفتها بـ”الوعود الفارغة” التي قدمت له.
“عجز الجيش”
وبحسب مراقبين فإن “رواية السقوط” الإيرانية لبشار الأسد، وصفت بالاضطراب، مضيفين أنه لم تنته إلى رواية واحدة محددة لسقوط حليفها الأبرز في المنطقة، بل تغيرت، يوما بعد يوم، ليكون سقوط الأسد، برواية سقوط إيرانية جديدة، سببه “عجز الجيش عن إيقاف التنظيمات المسلحة” وفق ما قالته فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، في العاشر من الشهر الجاري.
“الغفلة”
وفي اليوم الرابع لسقوط الأسد، شهدت الرواية الإيرانية تبريرا آخر جاء على لسان مرشد إيران، علي خامنئي، الذي قال خلال لقائه في حسينية الخميني “مع مختلف فئات الشعب”، إن “الغفلة” عن العدوّ، تسببت بما جرى في سوريا، من سقوط للنظام، مضيفا: “حادثة سوريا، تحمل لنا، الدروس والعبر. يجب أن نستلهم الدروس، أحد الدروس هو قضية الغفلة هذه، الغفلة عن العدوّ. نعم لقد تحرك العدو بسرعة، في هذه الحادثة، لكن كان ينبغي لهؤلاء، أن يعرفوا قبل الحادثة، أن هذا العدو سيتحرّك”.
“مؤامرة”
وفي يوم الثالث عشر، من الشهر الجاري، نقلت قناة “العالم” الإيرانية، عن لسان أحمد خاتمي، خطيب صلاة الجمعة في طهران، أن الوضع “الحالي في سوريا، نتيجة مؤامرة، ومخطط صهيو-أميركي” أي بعد أربعة أيام، من زعم وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية، بأن الأسد كان يتجه للاقتراب من الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه سقط ضحية “تآمرها” عليه.
“المرونة”
ومن الرويات الإيرانية المتضاربة لسقوط الأسد ما صرح به عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني لصحيفة “النهار” اللبنانية، في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث قال: “كان من المتوقع أن تظهر الحكومة السورية، مرونة تجاه المبادرات والاقتراحات الدبلوماسية الرامية إلى إشراك المعارضة في السلطة، وهو ما لم يحدث”.
تجدر الإشارة إلى أن سقوط تظام بشار الأسد يعتبر سقوطا لنظام إيران ونفوذها في المنطقة، بحسب مراقبين.