هل يصبح اغتيال هنية “كرة ثلج” مشتعلة؟

هناك سؤال عالمي كبير الآن: هل يساهم اغتيال إسماعيل هنية، والمكان والزمان والطريقة التي اغتيل بها في قلب طهران، في تفجير المنطقة المضطربة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وتفاقم الصراع في لبنان.

ويأتي مقتل هنية في خضم محادثات متسارعة، لاتمام صفقة لوقف الحرب في غزة، وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى آثار سلبية على تقدم تلك المحادثات، وربما إلى حدوث انتكاسة لها.

وجاءت عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، بعد اثنتي عشرة ساعة فقط، من غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، في العاصمة اللبنانية بيروت استهدفت القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، المساعد الأقرب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وتمتد تداعيات مقتل هنية من الشرق إلى الغرب بعد تغيير قواعد اللعبة التي بدأتها إسرائيل بإسقاط الجغرافيا، مما يقربنا أكثر إلى مشهد حرب مفتوحة في المنطقة بدأت ترتسم خطوطها بشكل واضح في أكثر من مكان وتصريح وموقف.

 توقيت ومكان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية يطرح علامات استفهام كثيرة، فإن اختيار إسرائيل لطهران، مسرحا لتنفيذ عملية الاغتيال يحمل رسائل متعددة سواء لطهران أو لحلفائها بالمنطقة، مفادها أن إسرائيل، قادرة على الوصول إلى قلب الدولة التي تمثل المظلة التي يلتئم تحتها ميليشيات المنطقة، كما أن المكان يطرح تساؤلات، تتعلق بالشأن الأمني وماهي الوسيلة التي مكنت إسرائيل، من الوصول إلى هنية على بعد آلاف الكيلومترات.

وأعلنت حركة حماس مقتل زعيمها، إسماعيل هنية، في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء في إيران.

وكانت وسائل إعلام مقربة من إيران، أكدت أن الصاروخ الذي قتل هنية ومرافق له في الثانية من صباح الأربعاء بتوقيت طهران، جاء من خارج إيران.

وكشفت تقارير صحفية إسرائيلية أن الصاروخ الذي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أطلق من داخل إيران.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إنه “بحسب تحليل المعلومات الواردة من إيران، يتبين أن الصاروخ الذي قتل هنية (بين الثلاثاء والأربعاءأطلق من داخل إيران، ولم يأت من طائرة أو مسيّرة” كما زعمت طهران.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، أن إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب، لكنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات، وأشاد بالقوات التي نفذت هجوما استهدف قيادياً بحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تسعى إلى تهدئة التوتر المتصاعد في المنطقة، مضيفا أن واشنطن ستواصل المساعدة في الدفاع عن إسرائيل، إذا تعرضت لهجوم.

أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن المتقاعد، هشام جابر أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهرانحدث خطير للغاية“. مؤكداً أنإيران لن تسكت على هذا الاغتيال في عقر دارها، وأن طريقة ردها لم تُقرّر بعد ولا أحد يعرفها حتى الآن

ويرى الباحث في الشأن السياسي، نضال السبع، أن التصعيد العسكري سيستمرخاصة بعد أن اختار نتنياهو، اغتيال مسؤول رفيع في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد أن وضع الحزب خطوطاً حمراء حول بيروت، الضاحية الجنوبية، والمطار، مما يلزم الأخير بالرد على أي هجوم يستهدف هذه المناطق”، وفقا لتقرير نشره موقع الحرة الأميركي.

وأضاف السبع أن حزب الله يدرس بدقة سبل الرد على الهجوم الإسرائيلي، مضيفاقد لا يرد الحزب بشكل فوري إذ قد يتبع سياسة مشابهة لتلك التي اتبعها نتنياهو في التعتيم والغموض بشأن طبيعة الرد، وفقا للتقرير.

زر الذهاب إلى الأعلى