هل تنجح تركيا في حل الخلاف بين أثيوبيا والصومال؟

تستمر في مقر وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، المحادثات بين الوفدين الإثيوبي والصومالي بوساطة تركية، اثر تدهورت العلاقات بين الجارتين في يناير 2023، وفق ما رصدته “فال ميديا”.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية، للأناضول، إن الوفد التركي يقوم بـ”دبلوماسية مكوكية” بين الجانبين بتنسيق من وزير الخارجية هاكان فيدان، مضيفة أن الوفدين الإثيوبي والصومالي لم يلتقيا بعد وجها لوجه.

وأضافت المصادر أنه تم التباحث مع الطرفين بشكل منفصل، وأنه يتم السعي لتحقيق المصالحة بين الجانبين في إطار تفاهم مشترك، مؤكدة أن هذه المحادثات “قد تكون طويلة”.

وتدهورت العلاقات بين الدولتين الجارتين منذ إبرام إثيوبيا اتفاقا مع إقليم “أرض الصومال” في يناير 2023، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية.

ورفض الصومال صفقة إثيوبيا مع “أرض الصومال”، ووصفها بأنها “غير شرعية وتشكل تهديدا لحسن الجوار وانتهاكا لسيادته”، كما استدعى سفيره في إثيوبيا عقب الإعلان عن الاتفاق.

ودافعت الحكومة الإثيوبية عن الاتفاق قائلة إنه “لن يؤثر على أي حزب أو دولة”.

ويتصرف إقليم “أرض الصومال”، الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.​​​​​​​

وعلى الرغم من عدم اعتراف المجتمع الدولي بها كدولة مستقلة مرة أخرى، إلا أن صوماليلاند تتمتع باستقرار نسبي وتدير شؤونها بشكل مستقل عن الحكومة الفيدرالية الصومالية.

صوماليلاند نجحت في إقامة نظام سياسي مستقر، وإجراء انتخابات دورية، وبناء مؤسسات حكومية فعّالة، مما جعلها واحدة من أكثر المناطق استقرارًا في منطقة القرن الأفريقي

وبفضل هذه المقومات التي تؤهلها لأن تكون دولة معترف بها دوليًا ومستقلة، فإن صوماليلاند ترى أنها تمتلك الحق في التصرف في مياهها البحرية ومقدراتها الطبيعية، بحسب الباحث الصومالي إلياس قابيل.

في المقابل، تعاني الصومال الفيدرالية من هشاشة الدولة وتواجه تحديات كبيرة، أبرزها نشاط حركة الشباب الإرهابية، التي ما زالت تسيطر على أجزاء من البلاد، إلى جانب الأزمات السياسية المرتبطة بالانتخابات والنزاعات القبلية المستمرة، والفساد المستشري في مؤسساتها. هذه العوامل تجعل من الصعب على الحكومة الفيدرالية بسط سيطرتها على كامل أراضي البلاد أو التأثير في مثل هذه الاتفاقيات الدولية، بحسب الباحث الصومالي إلياس قابيل.

هذا الوضع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الصومال في محاولتها للحفاظ على سيادتها وفرض نفوذها وسط التحديات الأمنية والسياسية التي تعصف بالبلاد.

وفي ظل هذه التوترات، يُتوقع أن تلعب الوساطة التركية دورًا مهمًا في تهدئة الأوضاع والتوصل لحل بين الصومال وإثيوبيا يُرضي جميع الأطراف المعنية، ويأخذ في الاعتبار الوضع المستقر نسبيًا لصوماليلاند مقارنة بالصومال الفيدرالية.

زر الذهاب إلى الأعلى