“أم بديلة وشاشة هاتف”.. “مأساة” رضع غزة

وكالات

فرقت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 11 شهرا، بين 5 أطفال رضع وأحضان أمهاتهم اللواتي اضطررن، قبل اندلاعها، للموافقة على الانفصال عنهم كي يُتاح لهم تلقي العلاج في مستشفى “المقاصد” بالقدس الشرقية.

هؤلاء الأطفال، ولدوا في ظروف صحية معقدة استدعت وجودهم في مستشفى المقاصد، في ظل نقص العلاج المقدم بغزة آنذاك جراء استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المستلزمات والأجهزة الطبية.

ويقترب أعمار هؤلاء وهم “3 توائم وطفل وطفلة” من العام بعد أن غادروا القطاع قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب.

ومنذ ذلك الحين لم تتمكن والداتهم من احتضانهم ولو لمرة واحدة، ويرينهم فقط عبر شاشة الهاتف المحمول خلال اتصال فيديو عبر شبكة “الانترنت”، والذي يعد وسيلة التواصل الوحيدة التي تقرب المسافات بينهم.

تأجيل المغادرة

قال حاتم خماش، رئيس قسم الأطفال الخدج في مستشفى المقاصد، للأناضول: “لقد ولدوا (هؤلاء الأطفال) قبل الأوان ومن بينهم ثلاثة توائم، مكثوا في المستشفى للحصول على الرعاية الطبية، وكانوا على استعداد للمغادرة قبل الحرب مباشرة”.

وتابع: “بسبب اندلاع الحرب تم تأجيل مغادرتهم، مكثوا معنا طوال الفترة الماضية، لذلك نحن نعتني بهم”.

**تواصل عبر “الإنترنت”

قال خماش إن وسيلة الاتصال الوحيدة بين الأطفال وأمهاتهم منذ بداية الحرب هو “شبكة الإنترنت”.

وتابع عن ذلك: “يعتمد الأمر على تغطية الإنترنت بغزة، ولكن الأمهات في حالة تنقل بسبب ظروف الحرب مرة في غزة ومرة في رفح وأخرى في منطقة المواصي ومرة في خان يونس، لذا فهم يستمرون في التحرك وفقا للوضع الأمني، ومسألة السلامة”.

الأم البديلة

بدورها، قالت نبيلة قاسم، عاملة الخدمة الاجتماعية في المستشفى: “لست الوحيدة التي تعتني بهؤلاء الأطفال، فنحن فريق كامل، فريق يعتني بحديثي الولادة، وكل الممرضات يعتنين بهؤلاء الأطفال بشكل جيد للغاية، نعاملهم كما لو كانوا أطفالنا”.

وأضافت: “بصفتنا قسما للعمل الاجتماعي، نحن مهتمون حقا بالتطور النفسي للأطفال، لذا نحاول سد هذه الفجوة قدر الإمكان من خلال استخدام الأم البديلة”.

واستكملت قائلة: “الأم (البديلة) التي يمكنها توفير العناية من خلال الاتصال المباشر، مثلا حملهم والتحدث إليهم والتواصل البصري معهم واللعب والانتباه إلى حركتهم الجسدية (…) حتى نتمكن من الاستمرار في مراقبة نموهم”.

دعم نفسي للأمهات

أما عن الامهات، فتقول قاسم إنها أيضا تحاول تقديم الدعم النفسي لهن خلال الاتصالات.

وتضيف عن ذلك: “نحن نحاول، تحدثنا معهن مرات عديدة ونفهم وجود القلق والتوتر والشوق لأطفالهن خاصة فيما يتعلق برؤية التوائم الثلاثة، فهم أول أطفالها، كانت تنتظرهم لمدة سبع سنوات قبل ولادتهم”. 

وذكرت أنهن في قسم العمل الاجتماعي يحاولن بـ”كل الوسائل النفسية مساعدة الأمهات للتغلب على تلك المشاكل”.

ومن خلال الأم البديلة، يحاول الطاقم “أن يوفر للأطفال الحب والاهتمام والعناية التي يحتاجونها”، وفق قول قاسم، التي عبرت عن آمالها في “إعادة الأطفال لذويهم بمجرد انتهاء هذه المأساة (الحرب)”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى