“أحجار الدومينو”.. ما أسباب انهيار حزب الله؟

فال ميديا

جاء انهيار حزب الله المفاجئ كأحجار الدومينو، أمام الهجوم الإسرائيلي، ليكون بمثابة ضوء أحمر للتحذير من الموقف الخطير الذي يواجهه فرقاء إيران في المنطقة وخاصة أن حسن نصر الله كان يتغنى ليل نهار بأن لبنان سيكون مقبرة للجيش الإسرائيلي في ضوء ما تتمتع به الميليشيات من تحصينات وحشود عسكرية وترسانة أسلحة كبيرة.

وبعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي، ألقى حسن نصر الله، خطابا ناريا، وصف فيه إسرائيل بأنها “ضعيفة وأوهن من بيت العنكبوت”، معتبرا الحرب الحالية “حاسمة في التاريخ”.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن نصر الله وقع في أخطاء استراتيجية: الأول تورط حزب الله في الصراع السوري واستنزاف أمواله المالية، والثاني الاستهانة الفادحة بإسرائيل، عدوته، والثالث المبالغة في تقدير قوة إيران وحلفائها في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن إيران أظهرت أن مفهوم “وحدة الجبهات” لديها هو طريق ذو اتجاه واحد، حيث تتوقع من حلفائها في المنطقة سفك دمائهم من أجل نظامها، ولكن دون أي مقابل منها.

وأشارت إلى أن الضربات القوية التي تلقاها حزب الله تشكل “تحديا استراتيجيا كبيرا لإيران”، موضحة أن طهران كانت تعتمد على الترسانة الصاروخية للحزب كورقة رادعة ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية.

غير أن الأحداث تطورت بشكل دراماتيكي، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إذ أشهرا بعد ذلك، لقي نصر الله حتفه مع معظم قيادات حزبه الذي تعرض لضربات قاصمة كشفت عن اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق لصفوفه.

وفي هذا السياق، يقول مايكل هوروفيتز، الخبير الاستخباراتي في شركة “لي بيك” الدولية للاستشارات: “إن إضعاف حزب الله يحدث تحولا جذريا في المنطقة. فالحزب ليس مجرد وكيل إيراني عادي، بل هو عنصر جوهري في استراتيجية إيران الدفاعية وأداتها الرئيسية لردع إسرائيل”، بحسب موقع الحرة.

ويضيف هوروفيتز: “هذا الوضع يضع إيران في مأزق حقيقي. فبينما أنشئ حزب الله أصلا لحماية إيران، تجد طهران نفسها الآن أمام معضلة الدفاع عن الحزب نفسه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى