كواليس محادثات أميركا وإسرائيل بشأن لبنان وإيران
فال ميديا
أكد مسؤولون أميركيون، أن واشنطن استسلمت لمحاولة تشكيل وتقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران بدلا من وقف الأعمال العدائية.
وأثار عجز الولايات المتحدة عن وقف حملة القصف الإسرائيلية المكثفة والعملية البرية في لبنان، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص في أقل من 3 أسابيع ونزوح أكثر من مليون شخص آخرين، تساؤلات حول ما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو تتجاهل دعوات إدارة جو بايدن لمزيد من ضبط النفس كما فعلت في غزة، مما جعل البيت الأبيض يبدو مرة أخرى عاجزا.
وقال المسؤولون الأميركيون إن المخاوف داخل إدارة بايدن تتزايد، من أن ما وعدت به إسرائيل سيكون عملية محدودة ستنمو قريبا إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا، كما تعثرت الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وكما هو الحال مع غزة، يقول المسؤولون الأميركيون إن إسرائيل كانت تخطط في البداية لتوغل بري أكبر بكثير في لبنان قبل أن تقنعها الولايات المتحدة بتقليص حجمه لكنهم يعترفون أيضا بما تعلموه خلال العام الماضي، وهو أن نفوذ الولايات المتحدة محدود عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال مسؤول أمريكي كبير لـCNN، متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف المناقشات الخاصة: “لم نتمكن من منعهم من اتخاذ إجراء، ولكن يمكننا على الأقل محاولة تشكيله”.
وكان مقترح وقف إطلاق النار، الذي طرحته الولايات المتحدة مع فرنسا، دعا إلى توقف لمدة 21 يوما في القتال بين إسرائيل وحزب الله لإعطاء الجانبين مساحة للعمل على صفقة أكبر لإعادة المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة كانت تحث إسرائيل على عدم التصعيد المفرط بشن ضربة انتقامية لكنهم حذروا من أن ما تراه إسرائيل هجوما متناسبا قد لا يتماشى مع ما قد يعتبره بقية العالم – بما في ذلك الولايات المتحدة – ردا مدروسا.
وقال الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي إنه لن يدعم إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة نجحت في إقناع إسرائيل بسحب هذا الخيار من على الطاولة.
وصرح الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، لـCNN: “النفوذ الوحيد الذي يتمتع به الأميركيون الآن هو استدعاء وزير الدفاع إلى واشنطن وكسب الوقت”.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، الأربعاء، وهي الزيارة التي قد تأمل إدارة بايدن أن تكسب الوقت للتشاور والتخطيط قبل أن تنفذ إسرائيل ردها المحتمل ضد إيران.