من هو الرجل الذي حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك؟
محمد فال معاوية
يحتفي العالم في 3 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة أكثر من مليار شخص أي حوالي 15 في المئة من سكان العالم من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.
وفي مثل هذا اليوم يتذكر العالم فرانكلين روزفلت الذي يعد أحد أبرز شخصيات القرن العشرين، فهو الرئيس الأميركي الذي حكم 12 عاماً من فوق كرسي متحرك، فما هي قصته؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن فرانكلين ديلانو روزفلت الذي وُلد في 30 يناير من عام 1882 في هايد بارك بنيويورك في الولايات المتحدة وتوفي في 12 أبريل من عام 1945 في وورم سبرينغز بجورجيا، هو الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة والذي حكم بين عامي 1933 و1945.
وروزفلت هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي انتخب للمنصب 4 مرات، وقد قاد الولايات المتحدة خلال أزمتين من أكبر أزمات القرن العشرين وهما الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية.
وقد وسع صلاحيات الحكومة الفيدرالية بشكل كبير من خلال سلسلة من البرامج والإصلاحات المعروفة باسم الاتفاق الجديد New deal، وعمل كمهندس رئيسي للجهود الناجحة لتخليص العالم من النازية والنزعة العسكرية اليابانية.
كان روزفلت الابن الوحيد لجيمس وسارة ديلانو روزفلت، وقد عاشت العائلة في رفاهية حيث قسّمت وقتها بين ممتلكات العائلة في وادي نهر هدسون في ولاية نيويورك والمنتجعات الأوروبية.
وتلقى الابن تعليمه بشكل خاص في المنزل حتى سن الـ 14 عاماً عندما التحق بمدرسة غروتون الإعدادية في غروتون بولاية ماساتشوستس.
وفي غروتون، كما كان الحال في المنزل، ترعرع ليكون رجلاً نبيلاً يتولى مسؤولية أولئك الأقل حظاً ويمارس الخدمة العامة.
في عام 1900 التحق روزفلت بجامعة هارفارد حيث كان سجله الأكاديمي غير مميز، وخلال سنواته في جامعة هارفارد تأثر كثيراً بأحد أبناء عمومته وهو الرئيس تيودور روزفلت، البطل التقدمي الذي دعا إلى زيادة دور الحكومة بشكل كبير في اقتصاد الأمة.
وخلال السنوات التي قضاها في هارفارد، وقع في حب ابنة أخت تيودور روزفلت، إليانور روزفلت، التي كانت آنذاك ناشطة في العمل الخيري للفقراء في مدينة نيويورك وتزوجا في 17 مارس من عام 1905.
وفي أغسطس من عام 1921، بينما كان روزفلت في إجازة في جزيرة كامبوبيلو في نيو برونزويك بكندا تغيرت حياته عندما أصيب بشلل الأطفال.
ولقد عانى بشدة وظل مشلولاً تماماً لبعض الوقت وقد حثته والدته على التقاعد في ملكية العائلة في هايد بارك، لكن زوجته وهاو اعتقدا أنه من الضروري أن يظل نشطاً في السياسة. ومن جانبه، لم يتخل روزفلت أبداً عن الأمل في استعادة ساقيه.
وخلال فترة التعافي لم يكن روزفلت قادراً على ممارسة السياسة بنشاط، فاعتمد على زوجته للحفاظ على اسمه حياً في الدوائر الديمقراطية.
وعلى الرغم من أنها كانت خجولة للغاية في البداية، إلا أن إليانور روزفلت أصبحت متحدثةً عامةً مؤثرةً ومحللةً سياسيةً بارعةً تحت وصاية هاو.
ونتيجة لخطاباتها في جميع أنحاء ولاية نيويورك، لم يغب روزفلت تماماً من المشهد السياسي على الرغم مما بدا أنه محنة نهاية حياته المهنية.
وفي عام 1924 ظهر بشكل مثير في المؤتمر الديمقراطي لترشيح ألفريد سميث، حاكم نيويورك، لمنصب الرئيس، وجدد ترشيحه لسميث في مؤتمر عام 1928.
وبعد دخول البيت الأبيض في عام 1933 عمد إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة الكساد الكبير، وتنفيذ تعهده المتعلق بـ “الاتفاق الجديد”.
وخلال فترة رئاسته الأولى، تم إقرار قانوني الإصلاح الزراعي والانتعاش الصناعي.
وبحلول عام 1939، طغت السياسة الخارجية على السياسة الداخلية، ومنذ بداية رئاسته، كان روزفلت منخرطاً بعمق في مسائل السياسة الخارجية.