دول عربية أمام تحدٍ حقيقي للالتزام بمصالحة الأسد.. ماذا ستفعل؟

فالميديا

يمثل تقدم المتمردين في سوريا أول اختبار حقيقي لالتزام الدول العربية القوية بالمصالحة مع الأسد، ففي ذروة الحرب الأهلية السورية، قطعت الدول العربية السنية، بما في ذلك القوى الإقليمية، المملكة العربية السعودية، والإمارات علاقاتها مع نظام الأسد المتحالف مع إيران، وتحركت لعزله وألقت بثقلها خلف جماعات المعارضة التي تحاول الإطاحة به، معتبرين إياها فرصة لكبح نفوذ طهران الإقليمي.

لكن الأسد، بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، نجا واستعاد الأراضي التي خسرها أمام المتمردين، وفي ظل العقوبات الأميركية الشديدة، تحولت سوريا إلى ما أسماه بعض الخبراء “دولة مخدرات”، مما أدى إلى تأجيج أزمة المخدرات في الدول المجاورة.

دفع الواقع الجديد في سوريا الدول العربية إلى مد يد المساعدة لنظام الأسد، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الجهود الرامية إلى إعادة تأهيله على المستوى الإقليمي والدولي، وفي عام 2023، أعيد النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، وفق تقرير نشرته “سي إن إن” الأميركية.

قمة مجلس التعاون الخليجي

وبعد أكثر من عقد من دعمها للمعارضة السورية، تقف دول الخليج العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الآن إلى جانب الأسد في الوقت الذي يواجه فيه التمرد مرة أخرى.

وفي قمتهم السنوية لمجلس التعاون الخليجي في نهاية الأسبوع الماضي، دعا زعماء دول الخليج العربية إلى الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وأعلنوا احترام سيادتها ورفضوا التدخل الإقليمي في شؤونها الداخلية، على النقيض من ذلك، دعا البيان الصادر بعد قمة مجلس التعاون الخليجي عام 2011 الأسد إلى “الوقف الفوري لآلة القتل، ووضع حد لسفك الدماء، وإطلاق سراح المعتقلين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى