رسالة إيرانية لأحمد الشرع: لن نستسلم ولدينا 130 ألف مقاتل داخل سوريا

طهران – (vallmedia)

منذ سقوط بشار الأسد في سوريا قبل نحو شهر بيد الفصائل المسلحة المعارضة التي قادتها “إدارة العمليات المسلحة” تتواتر تصريحات المسؤولين الإيرانيين الرافضة للوضع الجديد الذي ساد بعد انسحاب حليف إيران الاستراتيجي من دمشق ولجوئه إلى روسيا.

العلويون والحكم الجديد

وآخر هذه التصريحات، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وهي أهم لجنة في البرلمان الإيراني، أحمد بَخشايِش أردستاني، لموقع “مرصد إيران”: أن “الاشتباكات المسلحة في سوريا ستستمر، بل قد تتفاقم، لأن إنشاء نظام ديمقراطي يتطلب وجود أفراد يؤمنون بالديمقراطية.. إلا إذا تقرر تطبيق نوع من الإسلام الليبرالي المشابه لما هو موجود في تركيا”، وفق تقرير نشره موقع العربية.

ميليشيات سليماني

ووفق النائب الإيراني فإن “كل هذه المعطيات، تؤكد أن هناك مجالات عديدة لاستمرار التوترات العسكرية في سوريا، في ظل تضارب المصالح الإقليمية والدولية حول مستقبل هذا البلد”، مشيرا إلى التظاهرات التي نظمها العلويون في سوريا، وأوضح أن حكومة بشار الأسد، على الرغم من إعلانها أنها علمانية ولا تتدخل في شؤون الأديان المختلفة، إلا أنها منحت العلويين امتيازات واضحة على بقية الطوائف في سوريا، ووضعتهم في مناصب عسكرية وسياسية بارزة.

فإذا كانت الحكومة الجديدة في سوريا تتسم بالحياد تجاه جميع المذاهب ولا تميز مجموعة على أخرى، فقد يتمكن العلويون وحتى الشيعة في سوريا من التكيف مع هذه الحكومة، لكن لا يمكن تجاهل أن قاسم سليماني قام بتدريب نحو 130 ألف شخص كجزء من قوات المقاومة السورية، وهؤلاء ينتمون في الأساس إلى الشعب السوري، وغالبيتهم من أتباع المذهب الشيعي أو العلوي.

“قوات المقاومة السورية”

وتحدث أردستاني عن ما وصفه بـ”قوات المقاومة السورية” في إشارة إلى الميليشيات السورية التي دربتها إيران وأُطلق عليها “الباسيج السوري” في بعض التقارير، وقال إنها “لعبت دورا هاما في الحفاظ على نظام بشار الأسد وهزيمة تنظيم داعش، إلا أن الجيش السوري لم يسمح لهذه القوات بأن تصبح جزءا من الهيكل العسكري للدولة، على غرار الحشد الشعبي في العراق، ونتيجة لذلك، عندما شنت هيئة تحرير الشام عملياتها الأخيرة ضد نظام الأسد، لم تقدم قوات المقاومة السورية أي دعم لحمايته.

وأكد أردستاني أن هذه القوات ما زالت موجودة في سوريا، وتراقب حالة الاستياء، وتمتلك إمكانية التحرك، وبالتالي، من المستبعد أن يقبل العلويون بسهولة الخضوع لحكومة سورية جديدة، إلا إذا تمكنت هذه الحكومة من فرض سيطرتها بالقوة أو تحسين الوضع الاقتصادي للعلويين، وفي هذه الحالة، قد يشعر العلويون بالاطمئنان على معيشتهم، مما قد يمنعهم من التمرد على الحكومة الجديدة.

صمت إيراني

وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إلى أن سياسة إيران تجاه سوريا في الوقت الراهن تتسم بالصمت، إلا أن هذا الصمت لا يعني اللامبالاة، وأضاف: “نعلم أن تنظيم تحرير الشام يواجه تحديات كبيرة في تشكيل حكومة قوية في سوريا، وبالتالي ليس من الضروري أن نخلق لهم تحديات إضافية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى