العالم يستقبل 2025.. ويطوي عام الكوارث والحروب والأزمات
(vallmedia) – وكالات
تجاوزت الخسائر التي تغطيها شركات التأمين جراء الكوارث الطبيعية 100 مليار دولار للعام الخامس على التوالي في 2024.
وكانت الخسائر جراء تلك العواصف في الولايات المتحدة مرة أخرى أكبر أسباب زيادة الخسائر التي يغطيها التأمين خلال النصف الأول من العام، وشهد النصف الثاني أيضا ارتفاعا كبيرا في الخسائر بسبب موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي.
وفيما يلي نسلط الضوء على بعض أبرز الكوارث التي أحدثت خسائر في النصف الأول من عام 2024. ونبدأها بالعودة إلى أول أيام العام عندما ضرب زلزال كبير اليابان.
زلزال اليابان
أصبح الزلزال الذي ضرب اليابان بقوة 7.5 درجة في بداية عام 2024 أول حدث يغطيه التأمين بقيمة مليار دولار أو أكثر في العام.
وأدى زلزال يوم رأس السنة الجديدة في شبه جزيرة نوتو اليابانية إلى مقتل أكثر من 240 شخصا وألحق أضرارا واسعة النطاق بأكثر من أربعة آلاف عقار.
فيضانات الإمارات
كانت الفيضانات التي شهدتها الإمارات في أبريل من بين الأحداث الأقل توقعا أن تحدث خسائر في قطاع التأمين في 2024.
وأفاد المركز الوطني للأرصاد في الإمارات بأن أكثر من 254 ملليمترا من الأمطار هطلت خلال 24 ساعة، وهي أكبر كمية منذ بدء التسجيل.
فيضانات البرازيل
أظهرت تقديرات شركة جالاجر ري أن الفيضانات في البرازيل في أواخر أبريل وأوائل مايو أسفرت عن خسائر يغطيها التأمين وتقدر بنحو ملياري دولار.
وفي ولاية ريو جراندي دو سول جنوب البلاد، غمرت المياه منطقة بحجم بريطانيا نتيجة للفيضانات. وتعد المنطقة المتضررة منتجا رئيسيا للأرز وفول الصويا والثروة الحيوانية، وكلها حيوية للاقتصاد البرازيلي.
فيضانات جنوب ألمانيا
يشير الاتحاد الألماني لشركات التأمين (جي.دي.في) إلى أن الفيضانات التي ضربت ألمانيا في أواخر مايو وأوائل يونيو كلفت شركات التأمين نحو ملياري دولار.
وتركزت الخسائر في ولايتي بادن فورتمبيرج وبافاريا، إذ كانت الأرض مشبعة بالفعل بالمياه بعد فترة من الأمطار الغزيرة في مايو.
العواصف الرعدية الشديدة في الولايات المتحدة
كان النصف الأول من العام فترة أخرى مزدحمة بالخسائر جراء العواصف الرعدية الشديدة التي شكلت مرة أخرى الجزء الأكبر من الخسائر المغطاة في التأمين.
وقدرت شركة جالاجر ري أن الخسائر التي يغطيها التأمين جراء العواصف الرعدية الشديدة في النصف الأول من العام في الولايات المتحدة بلغت نحو 37 مليار دولار، وهو ما يمثل 61% من إجمالي الخسائر في قطاع التأمين خلال الأشهر الستة الأولى من 2024.
وفيما يلي نسلط الضوء على بعض أبرز الكوارث في النصف الثاني من عام 2024.
الإعصار بيريل
وصل الإعصار بريل إلى اليابسة كإعصار قوي من الفئة الرابعة في كارياكو، وهي جزء من جرينادا، في الأول من يوليو قبل أن يصل إلى اليابسة لاحقا في كينتانا رو بالمكسيك بعد أن انخفض إلى الفئة الثانية ثم ولاية تكساس الأمريكية بعد أن تراجع إلى الفئة الأولى.
وتشير نماذج تقديرات أثر بيريل في الولايات المتحدة إلى وقوع خسائر مغطاة في التأمين تتراوح بين 2.5 وأربعة مليارات دولار.
حرائق الغابات وهطول البرد والسيول
وعلى الرغم من وصول الإعصار ديبي إلى اليابسة كإعصار من الفئة الأولى في ولاية فلوريدا، فإن آثاره الأوضح جاءت مع مرور بقايا ديبي من جنوب كيبيك يومي التاسع والعاشر من أغسطس. وأسفر الإعصار عن أضرار يغطيها التأمين بلغت نحو 2.5 مليار دولار كندي (1.7 مليار دولار)، وهو واحد من عدة كوارث تضرب كندا خلال النصف الثاني من العام.
وذكرت شركة كات آي.كيو أن عاصفة البرد التي ضربت منطقة كالجاري في أغسطس أحدثت خسائر مغطاة في التأمين تقدر بنحو 2.8 مليار دولار كندي.
الإعصار ياجي
شهد موسم الأعاصير في شمال غرب المحيط الهادي هذا العام خسائر كبيرة في أوائل سبتمبر بسبب الإعصار ياجي، الذي ضرب الفلبين وجزيرة هاينان الصينية والجزء الجنوبي من مقاطعة قوانغدونغ الصينية قبل أن يصل إلى اليابسة في شمال فيتنام.
وعادلت قوة الإعصار ياجي قوة إعصار من الفئة الثالثة وقت وصوله إلى فيتنام، وهو أقوى إعصار مسجل يضرب البلاد. وكان من المرجح أن تبلغ الخسائر المغطاة في التأمين نحو 500 مليون دولار.
وتسبب الإعصار في تفعيل سياسة التأمين الخاصة بصندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمرة الأولى.
فيضانات وسط أوروبا
تعرضت أوروبا لمزيد من الفيضانات في منتصف سبتمبر، مع حدوث أغلب الخسائر في النمسا وجمهورية التشيك وبولندا.
وقدرت شركة بيريلز لحصر الخسائر أن الفيضانات خلفت خسائر مغطاة في التأمين بنحو 2.08 مليار يورو، مما يرفع حصيلة خسائر جراء الفيضانات في أوروبا في 2024 إلى أكثر من سبعة مليارات يورو.
وأشارت مصادر كبيرة في قطاع إعادة التأمين إلى أن بعض المناطق الأكثر تضررا قد تشهد زيادات في أسعار التجديد بنسبة تزيد على 20 % في الأول من يناير 2025.
الإعصار هيلين
كان الإعصار هيلين هو الأول بين إعصارين كبيرين ضربا ولاية فلوريدا في غضون أسبوعين، ووصل إلى الشاطئ في منطقة بيج بيند بالولاية، لكن الضرر الذي أحدثه كان واسع النطاق.
وعلى الرغم من إشارة التوقعات الأولية إلى وقوع خسائر متوسطة في خانة الآحاد من مليارات الدولارات، لكن سرعان ما جرى تعديل هذه التوقعات بالزيادة بعد أن أصبح حجم الأضرار أكثر وضوحا.
وأصبح المشهد العام للخسائر في بعض أجزاء الولاية أكثر تعقيدا بسبب وصول الإعصار ميلتون بعد ذلك بوقت قصير.
الإعصار ميلتون
في ظل عبور الإعصار ميلتون خليج المكسيك محملا بريح تصل أقصى سرعة لها إلى 180 ميلا في الساعة، بدا أن عدم تعرض خليج تامبا باي لضربة مباشرة من إعصار كبير لفترة طويلة يقترب من نهايته.
وأدى التحول المتأخر لميلتون، والذي يعني أن العاصفة اتجهت إلى جنوب خليج تامبا بدلا من قرب شماله، إلى إنهاء احتمال تكبد خسائر تزيد على 100 مليار دولار كانت لتخلف عواقب وخيمة على السكان المحليين وقطاع (إعادة) التأمين الأشمل.
ومنذ وصول الإعصار إلى اليابسة، ظلت حالة الضبابية تحيط بتكلفة الإعصار ميلتون، إذ تشير التوقعات الأولية إلى وقوع خسائر يغطيها التأمين تتراوح بين 17 مليار دولار وأكثر من 50 مليار دولار. ومع مرور الوقت، أشارت معنويات السوق إلى أن خسائر ميلتون جاءت أقل بكثير من التقديرات الأولية.