جبال تونج إيلي التركية تجذب عشاق التسلق

تركيا – (vallmedia)

يعيش عشاق التسلق في ولاية تونج إيلي شرقي تركيا، تجربة فريدة أثناء رحلاتهم إلى قمم الجبال التي يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف متر تقريبًا، حيث يتحدّون مسارات تغمرها الثلوج التي يصل سمكها في بعض الأماكن إلى أكثر من مترين.

وتتميّز ولاية تونج إيلي بجمالها الطبيعي الذي يتغيّر مع فصول السنة؛ ففي الربيع والصيف تزدان بالزهور المتنوّعة، بينما تتزين في فصل الخريف بالألوان الدافئة، وتكتسي بحلّة بيضاء ساحرة خلال الشتاء، بحسب الأناضول.

وإلى جانب رياضتي التجديف وركوب قوارب الكانو، شهدت الولاية تطورًا ملحوظًا في أنشطة تسلّق الجبال خلال السنوات الأخيرة، مما يساهم في تعزيز قطاع السياحة.

وتُنظم فرق تسلّق تابعة للأندية الرياضية في الولاية رحلات إلى الجبال الموجودة في أقضية أواجق، وبولومور، وناظمية، وجميشكزك التابعة لولاية تونج إيلي.

ومع بزوغ الفجر، ينطلق المتسلقون في رحلتهم من المناطق المنخفضة المغطاة بالثلوج باتجاه القمم المرتفعة. وخلال تقدّمهم على الطريق، تواجههم صعوبات ناتجة عن الظروف الجوية القاسية.

وعلى المسارات التي تغطيها الثلوج بارتفاع يصل إلى مترين أو أكثر، يسير المتسلقون في صفوف منتظمة، مواجهين تحديات مثل الغوص في الثلوج، مما يجعل الطريق نحو الهدف أكثر صعوبة وإثارة.

بالتعاون والتضامن تذلل العقبات

وبفضل روح التعاون والتضامن التي تجمعهم، يتمكن المتسلقون من تجاوز كل العقبات وتحقيق هدف الوصول إلى القمم، بعد ساعات من الجهد والعمل التشاركي.

وعادة ما يفضّل المتسلقون استكشاف القمم بالجبال التي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة آلاف متر، ويحرصون على توثيق لحظات شروق الشمس وسط الغيوم في أثناء مسيرهم، مما يضفي على تجربتهم متعة لا تُنسى.

ومؤخرًا، نجح فريق من 12 متسلقًا في الصعود إلى قمة جبل سلبوس، الواقع بين قرية “صاري يايلا” بقضاء ناظمية بولاية تونج إيلي ومنطقة “يايلا دره” التابعة لولاية بينغول، بعد رحلة استغرقت 8 ساعات.

وفي حديث للأناضول، روى المتسلق محمود دويماز بسعادة تفاصيل الرحلة، موضحًا أن الفريق يبدأ تسلّق الجبال بعد الوصول بالسيارات إلى نقاط محددة على السفوح، ثم يُكمل الطريق سيرًا على الأقدام.

وأضاف: “رغم سماكة الثلوج، نجحنا في الوصول إلى القمم. لدينا زملاء يقومون بدور الطليعة (المجموعة المتقدّمة)، وآخرون يسيرون خلف المجموعة، للتأكّد من أن الجميع يسيرون بوتيرة مناسبة”.

وأكّد دويماز ضرورة السير في صفوف منتظمة بفاصل متر واحد بين الأفراد، مشيرًا إلى أن تونج إيلي تزخر بالعديد من المواقع الطبيعية الجميلة التي تستحق الزيارة.

ودعا دويماز جميع عشاق الطبيعة إلى زيارة المنطقة، قائلًا: “نرحب بالجميع لرؤية الجمال الطبيعي في هذه المنطقة واستكشافها، ولكن ندعو الزوار أيضًا للمحافظة على البيئة وعدم ترك أي أثر سلبي خلفهم”.

الترويج لجمال جبال تونج إيلي

من جهته، أشار المتسلق إسكندر دوغان بفخر إلى أهمية الجبال في تعزيز قطاع السياحة، موضحًا أن نادي مونزور لتسلّق الجبال ينظم رحلات تسلّق دورية.

وأضاف: “في بعض المناطق تصل سماكة الثلوج إلى مترين ونصف المتر. نتقدم بصعوبة على هذه المسارات الثلجية، ولكننا نحرص على الوصول إلى القمم التي نستهدفها”.

ولفت إلى أن الفعاليات التي يجري تنظيمها في المنطقة تشهد اهتمامًا ومشاركة متزايدة من أشخاص جدد يومًا بعد يوم.

وأردف دوغان بفخر: “عشنا لحظات مليئة بالإثارة أثناء التسلّق. جميع أعضاء الفريق بذلوا جهودًا رائعة، وتمكّنوا من التغلب على الصعوبات للوصول إلى القمة. أهنّئهم جميعًا”.

أما المتسلق أحمد قايا، فقال إنه يستثمر وقت فراغه في المشاركة بأنشطة التسلّق، مما يتيح له استكشاف الجمال الطبيعي للمنطقة.

وأضاف قايا: “تسلّقنا قمة جبل سلبوس والتقطنا صورًا رائعة للمناظر الطبيعية الخلابة. قضينا يومًا رائعًا، واستمتعنا بالتجربة، طبيعة تونج إيلي جميلة للغاية، وأوصي الجميع بزيارتها”.

واختتم قايا حديثه قائلا: “مسار تسلّق جبل سلبوس كان صعبًا للغاية، ولكن الوصول إلى القمة واستكشاف هذا المنظر الرائع كان يستحق العناء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى