بين فقاعات إسرائيل وتواطؤ واشنطن.. شمال غزة يتضور جوعاً
فال ميديا
يخيم شبح المجاعة على محافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل وتطهير عرقي منذ 5 أكتوبر الماضي متزامن مع حصار عسكري مطبق يمنع دخول إمدادات الطعام والمياه إليها.
ولأكثر من مرة، حاولت مؤسسات دولية إدخال مساعدات إغاثية إنسانية وطبية إلى المحافظة المحاصرة والتي فقدت في غضون شهر واحد أكثر من 1800 فلسطيني بينما نزح منها أكثر من 100 ألف آخرين، إلا أن الجيش الإسرائيلي منع ذلك.
هذا ما أكده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تقرير نشره في 5 نوفمبر الجاري، قائلا إن إسرائيل منعت “لمدة قاربت شهرًا، جميع المحاولات التي بذلتها المنظمات الإنسانية من أجل إرسال المواد الغذائية إلى السكان في المناطق المحاصرة بمحافظة شمال غزة”.
وبحسب تقديرات “أوتشا”، فقد نزح على مدار 4 أسابيع فقط نحو 100 ألف فلسطيني من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة، فيما ظل نحو 75 ألفا إلى 95 ألفا في أماكنهم.
ووسط منعه إدخال المساعدات، تعمد الجيش استهداف ما تبقى في المحافظة من بنى تحتية وآبار للمياه ومستشفيات، لتحويلها إلى منطقة غير صالحة للحياة.
وجراء تلك السياسات، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، قبل نحو أسبوع، محافظة الشمال منطقة منكوبة، وذلك بالتزامن مع اشتداد القصف الإسرائيلي الذي يستهدف منازل مأهولة بفلسطينيين ونازحين يتضورون جوعا وعطشا.
وقبل أيام، تواترت تحذيرات أممية ودولية من إعلان المجاعة رسميا في محافظة الشمال.
وعقب تلك التحذيرات، تخوفت إسرائيل من فرض عقوبات عليها، وفق ما كشفته هيئة البث نقلا عن مصادر إسرائيلية، بعد صدور التقرير الأممي عن التدهور الخطير في توزيع الغذاء شمال قطاع غزة، نتيجة العملية العسكرية هناك”.
والجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC” (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) من وجود احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمال قطاع غزة.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة: “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع، من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي”.
وإثر ذلك، سمح الجيش الإسرائيلي في خطوة “مريبة” الاثنين، بدخول كمية مساعدات تكاد لا تُذكر تتمثل بـ 3 شاحنات فقط إلى بلدة بيت حانون بمحافظة الشمال، وذلك لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية هناك.
ولكن في اليوم التالي حاصر الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، 130 عائلة داخل 3 مراكز إيواء ومنازل محيطة بها في بيت حانون، وأجبرها على النزوح قسرا خارج البلدة، حسب ما أفاد شهود عيان للأناضول.
وخرج النازحون تحت زخات الرصاص وتهديد السلاح من مراكز الإيواء والبيوت المجاورة باتجاه شارع صلاح الدين بإنذار من الجيش الإسرائيلي.
كما شهدت بلدة بيت حانون قصفا مدفعيا مكثفا تزامنا مع إطلاق نار من الآليات العسكرية، وفق ذات الشهود.