هل يتوقف دور مجلس الأمن على إحصاء الضحايا بغزة؟!
أجبرت حرب إسرائيل على قطاع غزة أكثر من مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء، وفق ما رصدته “فال ميديا“.
وجددت الجزائر، دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتساءلت مستنكرة إن كان دوره يتوقف على إحصاء عدد الضحايا الفلسطينيين.
هذا الموقف عبَّر عنه مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في غزة دعت إليها بلاده، في ظل الحرب المستمرة على القطاع للشهر الحادي عشر، وفق الأناضول.
وقال بن جامع: “استيقظ العالم السبت الماضي على إراقة الدماء بشكل مروع، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي بشكل متعمد مدرسة تأوي النازحين في حي الدرج بغزة“.
وفجر السبت، قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة “التابعين“؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وأقر الجيش الإسرائيلي بقصفه المدرسة، زاعما أنه قتل مقاتلين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما نفته الحركتان بشدة، مع اتهام تل أبيب بمحاولة تبرير المجزرة.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، في 7 أكتوبر 2023، تحظى إسرائيلي بدعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسية تقدمه دول غربية، تتقدمها الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.
وأسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
وشدد بن جامع على أنه “من صميم مسؤولية هذا الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة (مجلس الأمن)، معالجة الأسباب العميقة للقضية الفلسطينية على غرار إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية“.
وانتقد “تحدي الجيش الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا فيه إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل فوري“.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وأعرب بن جامع عن دعم بلاده لجهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأكد ضرورة “تنفيذ وقف عاجل لإطلاق النار وعدم عرقلة المفاوضات بإضافة مطالب أو شروط جديدة“.