“محادثات جنيف” بين قبول حميدتي ورفض البرهان.. ما المتوقع؟

دعت واشنطن الشهر الماضي كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات في جنيف يوم 14 أغسطس  الحالي، لوقف إطلاق النار، وفق ما رصدتهفال ميديا“.

وتناقلت وسائل الإعلام التصريحات والردود من كلا طرفي النزاع في السودان بشأن موقفهم من مفاوضات جنيف المقررة، اليوم الأربعاء.

والتصريحات الأخيرة للحكومة السودانية، أغلقت الباب بالكامل أمام بدء مفاوضات جنيف اليوم، رغم أن هناك إمكانية لحدوث مفاجآت في اللحظات الأخيرة قد تساعد في جمع الطرفين.

 قوات الدعم السريع أعلنت وصول وفدها إلى مدينة جنيف السويسرية تلبية للدعوة الأميركية من أجل التوصل إلى وقف الحرب الدائرة في السودان

وعبرت قوات الدعم في بيان عن تطلعها لإجراءمحادثات بناءة ومثمرة تسهم في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المتأثرين بالحرب، إلى جانب بحث آليات فعالة لتعزيز حماية المدنيين، بحسب وكالة أنباء العالم العربي.

وقالت إن الوفديحمل معه الرغبة والإرادة الصادقة من أجل وضع حد لمعاناة شعبنا، ويعزز التعاطي الإيجابي مع جميع المبادرات الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام الدائم“.

ويوم الأحد الماضي، أعلن رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض محمد بشير أبو نمو انتهاء مشاورات في جدة مع الولايات المتحدة دون اتفاق على مشاركة الوفد في المفاوضات المزمعة في جنيف.

ويوم الاثنين، انطلقت سلسلة تصريحات من العاصمة الرواندية كيغالي، التي زارها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حيث أوضح أن الحكومة تعاملت بإيجابية مع جميع المبادرات المقدمة لحل الأزمة.

لكنه وجه اتهاماً لقوات الدعم السريع بالتلكؤ وعدم الالتزام بالالتزامات التي وردت في إعلان جدة الموقّع في 11 مايو 2023.

واستمر الحديث عن عدم التزام الدعم السريع بواجباته وفق إعلان جدة كأحد العوائق التي حالت دون استئناف التفاوض بين الطرفين لعدة أشهر مضت.

وقال البرهان إنالسلام يجب أن يكون عادلاً لتحقيق العزة والكرامة للشعب السوداني، وهو ما فسره بعض المراقبين على أنه إشارة إلى ضرورة انسحاب قوات الدعم من بعض المناطق.

بعد بضع ساعات من تصريحات البرهان، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في خطاب مصور ليؤكد مجددًا قبوله للدعوة الأميركية للذهاب إلى مفاوضات جنيف

يعتبر حديث حميدتي الذي صدر قبل أقل من ثمانية وأربعين ساعة من الموعد المتوقع لبدء المفاوضات، والذي نشرته صفحة الدعم السريع على موقعاكس، بمثابة محاولة لإحراج الجيش والحكومة الحالية أمام الولايات المتحدة والوسطاء.

ودعا حميدتيالطرف الآخر، في إشارة إلى الجيش، للاستجابة لنداء السلام. وأوضح أنه يوجه هذا النداء بشجاعة رغم نجاح قوات الدعم السريع في المعارك.

من جهته، أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام للجيش الفريق إبراهيم جابر، التزام الحكومة باتفاق جدة الموقّع بين الجيش والدعم السريع وضرورة تنفيذ الالتزامات الواردة فيه.

وتم ذلك خلال اجتماعات جمعت جابر مع القائمين بالأعمال من روسيا والصين وقطر، كل على حدة.

وأضاف جابر أن السودان مستعد لوضع خطة عمل لتنفيذ اتفاق جدة، وبعد ذلك مناقشة رؤية السودان لبدء أي محادثات تهدف إلى تحقيق السلام، حسب ما أفادت به وكالة السودان للأنباء.

ويبدو من التصريحات الرسمية، أن تنفيذ اتفاق جدة سيبقى العقبة الرئيسية أمام عودة الوفد الحكومي إلى أي مفاوضات محتملة، مما يشير إلى استمرار القتال من دون مستقبل واضح أو أمل في الخروج من الأزمة.

قد لا يدرك العديد من النازحين واللاجئين تفاصيل السياسة وتعقيداتها، لكنهم يدركون أن مستقبلهم وإمكانية عودتهم إلى حياتهم الطبيعية باتت مرهونة بمواقف هذا الطرف أو ذاك إما بالموافقة على التفاوض أو رفضه

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل من العام الماضي بعد خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

ودخل الطرفان المتحاربان في مفاوضات منذ اندلاع الصراع لوقف إطلاق النار في جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، لكنها توقفت بعد فشلها في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

زر الذهاب إلى الأعلى