قتلى وتحشيدات عسكرية.. شبح الحرب يخيم على ليبيا

عاد شبح الحرب مجدداً إلى ليبيا بعد أن قتل تسعة أشخاص خلال اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما رصدته “فال ميديا”.

وقال سكان في تاجوراء لـبوابة الوسط” الليبية، إن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة أسفرت عن 9 قتلى، ونزوح عشرات العائلات إلى مناطق آمنة.

وأضاف السكان أن جميع المحال التجارية مغلقة منذ يوم الجمعة؛ بسبب الأحداث، في ظل نقص الخبز؛ لأن مختلف المخابز مغلقة.

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ في بيان على فيسبوك إن “حصيلة القتلى في الاشتباكات بلغت 9 ضحايا”، كما نشر الجهاز صوراً تظهر عناصره ينتشلون جثث الضحايا من أماكن مختلفة في تاجوراء.

وعلى الرغم من هدوء الاشتباكات، إلا أن التوتر مازال يسود في المنطقة، في حين أعلن جهاز طب الطوارئ عن إجلاء عدد من العائلات التي استنجدت بهم جراء توتر الأوضاع الأمنية.

وتزامناً مع تلك الاشتباكات، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا صوراً وفيديوهات توضح خروج آليات ثقيلة ومتوسطة من الثكنات العسكرية في عدة مناطق داخل العاصمة طرابلس، ما أثار رعباً بين المواطنين.

ولم تصدر حكومة طرابلس أي توضيحات حول الاشتباكات علما أن الكتيبتين تابعتان لها.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورأ وفيديوهات لأليات تابعة للقوة الأمنية المشتركة الخاصة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) والتابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وهي في طريقها إلى العاصمة طرابلس.

ونقل الموقع الإلكتروني الإخباري الليبي بوابة الوسط، عن شهود عيان حديثهم عن “وصول آليات مسلحة إلى مناطق القويعة – القره بوللي، وذلك بعد مطالبة القوة المشتركة (اللواء 51) باستعادة مقراتها التي استولت عليها كتيبة “الشهيدة صبرية”، وآليات ومعدات صودرت من تلك المقرات.

واندلعت اشتباكات بين اللواء 51 وكتيبة “الشهيدة صبرية” في تاجوراء، بعد محاولة اغتيال تعرض لها آمر اللواء 51، بشير خلف، قامت على إثره الأخيرة باقتحام مقرات لـ “الشهيدة صبرية”.

وأوضح مصدر تابع للقوة المشتركة لبوابة الوسط، أن “القوة لم تكن طرفا في أي صراع، وأن قرار إنشاء القوة المشتركة ينص صراحة على عملها في كل أنحاء ليبيا وفقا لترتيبات إدارية وعسكرية معروفة”.

وتزامنت هذا الاشتباكات مع تحركات عسكرية شهدها الجنوب الغربي لليبيا، نفذتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، في مقابل “رفع الاستعداد والطوارئ” من طرف القوات الموالية لحكومة طرابلس رداً على أي محاولة قد تستهدف قواتها جنوب غرب البلاد.

تعيش ليبيا وجنوب غربها حالة ترقب، بعد أنباء عن توجه قوات من القيادة العامة – التي يقودها خليفة حفتر- نحو منطقة غدامس الحدودية مع الجزائر جنوب غرب البلاد

وسارعت الأمم المتحدة وسفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا الى “التنديد بالتصعيد العسكري” والدعوة إلى “أقصى درجات ضبط النفس”.

ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إلى وقف التصعيد العسكري وتجنب المزيد من التوترات، بعد تحركات لقوات موالية لحفتر في جنوب غرب البلاد، التي تسيطر عليها الحكومة المناهضة لحفتر والمتمركزة في طرابلس.

من جهتها، قالت رئاسة أركان القوات البرية التابعة لالقيادة العامة برئاسة المشير حفتر، إن تحرك وحداتها نحو الجنوب الغربي للبلاد “يأتي ضمن خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي في هذه المنطقة الاستراتيجية من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة”، مؤكدة أن هذا التحرك “لا يستهدف أحداً”.

زر الذهاب إلى الأعلى